إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
كتاب الروض المربع الجزء الثالث
247077 مشاهدة print word pdf
line-top
السلم في ما خلطه غير مقصود

ويصح- أيضًا- فيما خِلْطُه بكسر الخاء غير مقصود كالجبن فيه الإنفحة وخل التمر فيه الماء والسكنجبين فيه الخل ونحوها كالشيرج والخبز والعجين.


هذا خلطه غير مقصود فلا يؤثر فيه؛ وذلك لأنه من تمام مصلحته، والعادة أنه يتميز، كالخبز -مثلًا- يحتاج إلى ملح، ولكن هذا الملح شيء يسير؛ ليصلح طعمه، فلذلك يصح السَّلَم في الخبز.
وكذلك- أيضًا- هذه الأمثلة، الجبن ذكروا أنه يصلح من الألبان، ولكن يخلط بالإنفحة.
لبن الغنم -مثلًا- أو لبن البقر يجمد يعني.. -مثلًا- ثم مع ذلك تؤخذ الإنفحة. الإنفحة: هي كرش سخلة صغيرة إذا وُلدت رضعت من أمها اللبن، فإذا رضعت وامتلأت كرشها نزحوها، وأخذوا ما في الكرش من ذلك اللبن، ثم خلطوه بهذا اللبن ثم طبخوه، وصلحوا منه هذا الجبن، فهو مخلوط من نوعين.
يصح السَّلَم فيه، أن تقول: اشتريت منك كذا، وكذا حبة جبن، أو كراتين. تقدم ثمنها، وتضبط بالوصف، كذلك الخل.
الخل هذا معروف للجميع، الذي ورد فيه الحديث نِعْمَ الإدام الخل يصلح من تمر، ومن عنب ويطبخ، ثم يصفى، فيصير أُدُما، فيؤتدم، ويؤكل، وقد يصلح من التمر خاصة، وقد يصلح من العنب.
خل التمر يخلط بالماء حتى يذوب، ثم بعد ذلك يصير خلا، فيجعل في أواني من الظروف. وكذلك- أيضًا- السكنجبين يخلط بالخل، ويصلح أن يكون أدما، أو نحوه. وكذلك الخمول، وما أشبهها الأشياء التي تصنع.
ويصح- أيضًا- في الأطعمة الموجودة الآن الجديدة، ولو كانت قديمة؛ فعندنا ما يسمى بالسمبوسة، قديما سمي بالسمبوسك.
السمبوسك هذا- أيضًا- يصنع من البر، مثلًا من الحنطة ويخلط فيه شيء من اللحم، أو من الأدوية التي تصلح. يصح السَّلَم فيه، ويصح إذا -مثلًا- احتجت إليه كل يوم أن تشتري من الذي يصلحه -مثلًا- تقول: كل يوم عشر لمدة شهر أو شهرين، تقدم له الثمن، يصح ذلك، وهكذا ذلك الشيء الذي ينضبط بالصفة، ويقل فيه الخلاف، يصح السَّلَم فيه.

line-bottom